خدمةُ

صلاةِ السَّجدةِ

(صلاةُ غروبِ يومِ الخمسينَ / العنصرةِ)

يفتتحُ الكاهنُ صلاةَ الغروبِ قائلًا:

تَبَارَكَ إلَهُنَا كُلَّ حِينٍ، الْآنَ وَكُلَّ أَوَانٍ وَإِلَى دَهْرِ الدَّاهِرينَ

القارئُ: آمِينَ

يتلو المتقدّمُ (أَو القارئُ) مزمورَ الغروبِ، وأَثناءَ ذلكَ يتلو الكاهنُ سرًّا أَفاشينَ الغروبِ كالعادةِ، وبعدَ نهايةِ مزمورِ الغروبِ يتلو الشّمّاسُ الطِّلباتِ السلاميّةَ (الإيرينيكا) والخورسُ يجيبُ على كلِّ طِلبةٍ يَا ربُّ ارحمْ

الطلباتُ السلاميّةُ الكبرى (الإيرينيكا)

بِسَلَامٍ، إِلَى الرَّبِّ نَطْلُبُ.

مِنْ أَجْلِ السّلَامِ العُلْوِيِّ، وَخَلَاصِ نُفُوسِنَا، إِلَى الرَّبِّ نَطْلُبُ.

مِنْ أَجْلِ سَلَامِ كُلِّ الْعَالَمِ، وَثَبَاتِ كَنائِسِ اللهِ المُقَدَّسَةِ، وَاتِّحَادِ الْجَمِيع، إِلَى الرَّبِّ نَطْلُبُ.

مِنْ أَجْلِ هَذا الْبَيْتِ المُقَدَّسِ، وَالَّذِينَ يَدْخُلُونَ إِلَيْهِ بِإِيمَانٍ وَوَرَعٍ وَخَوْفِ الله، إِلَى الرَّبِّ نَطْلُبُ.

مِنْ أَجْلِ المَسِيحِيِّينَ الْحَسَنِي الْعِبَادَةِ الْأُرْثُوذُكْسِيِّينَ، إِلَى الرَّبِّ نَطْلُبُ.

مِنْ أَجْلِ أَبِينَا وَبَطْرِيَرْكِنَا (فلان) (أَو وَرئيسِ كَهَنَتِنَا) وَالْكَهَنَةِ المُكَرَّمِينَ، وَالشّمامِسَةِ الْخُدَّامِ بِالمَسِيحِ، وَجَمِيعِ الإِكْلِيرُسَ وَالْشَّعْبِ، إِلَى الرَّبِّ نَطْلُبُ.

مِنْ أَجْلِ هَذِهِ المَدينَـةِ (أَو القَريَة، أَو هذ الدّيرِ المقدّس)، وَجَمِيعِ الْأَدْيِرَةِ وُالمُدْنِ وَالْقُرَى، وَالمُؤْمِنينَ السَّاكِنِينَ فيها، إِلَى الرَّبِّ نَطْلُبُ.

مِنْ أَجْلِ هَذا الشَّعْبِ الوَاقِفِ المُنْتَظِرِ نِعْمَةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، إِلَى الرَّبِّ نَطْلُبُ.

مِنْ أَجْلِ الَّذِينَ يَحْنُونَ قُلُوبَهُمْ وَرُكَبَهُمْ أَمَامَ الرَّبِّ، إِلَى الرَّبِّ نَطْلُبُ.

مِنْ أَجْلِ أَنْ يُقَوِّيَنَا الرَّبُّ لِبُلُوغِ نِهَايَةِ حُسْنِ الإِرْضَاءِ لَهُ، إِلَى الرَّبِّ نَطْلُبُ.

مِنْ أَجْلِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْنَا رَحْمَتَهُ الْغَنِيَّةَ، إِلَى الرَّبِّ نَطْلُبُ.

مِنْ أَجْلِ أَنْ يَقْبَلَ حَنْيَ رُكَبِنَا كَالْبَخُورِ قُدَّامَهُ، إِلَى الرَّبِّ نَطْلُبُ.

مِنْ أَجْلِ المُحْتَاجِينَ إِلَى المَعُونَةِ مِنَ اللهِ، إِلَى الرَّبِّ نَطْلُبُ.

مِنْ أَجْلِ نَجَاتِنَا مِنْ كُلِّ ضِيقٍ وَغَضَبٍ وَخَطَرٍ وَشِدَّةٍ، إِلَى الرَّبِّ نَطْلُبُ.

أُعْضُدْ وَخَلِّصْ وَارْحَمْ وَاحْفَظْنَا يَا أللهُ بِنِعْمَتِكَ.

بَعْدَ ذِكْرِنَا الكُلِّيَّةَ الْقَدَاسَةِ الطَّاهِرَةَ، الْفَائِقَةَ الْبَرَكَاتِ، الْمَجِيدَةَ سَيِّدَتَنا وَالِدَةَ الْإلَهِ، الدَّائِمَةَ الْبَتُولِيَّةِ مَرْيَمَ، مَعَ جَمِيعِ الْقِدِّيسِين، فَلْنُوْدِعْ ذَواتِنا، وَبَعْضُنَا بَعْضًا وَكُلَّ حَيَاتِنَا الْمَسِيحَ الْإلَهَ.

الخورسُ: لَكَ يَا ربُّ.

ثمَّ يعلنُ الكاهنُ بصوتٍ جهوريٍّ قائلًا:

لِأَنَّهُ بِكَ يَلِيقُ كُلُّ مَجْدٍ وَإكْرَامٍ وَسُجُودٍ، أَيُّهَا الْآبُ وَالِابْنُ وَالرُّوحُ الْقُدُسُ، الْآنَ وَكُلَّ أَوَانٍ وَإِلَى دَهْرِ الدَّاهِرِينَ.

خورسُ اليمينِ: آمِينَ.

على يَا ربُّ إليكَ صرختُ (كيريه اكيكركصا) نمسكُ ستةَ ستيخونات وتُرتّلُ إيذيوميلات الإينوس الثلاث التاليّة باللّحنِ الرابع:

اليومَ الأُمَمُ كافةً فِي مدينةِ داودَ عايَنوا المُعجزاتِ، لمَّا انحدرَ الرُّوحُ القدُسُ بأَلسنةٍ ناريّةٍ، كما نَطَقَ لوقا المُلهجُ باللهِ، لأَنّهُ قالَ فِي اجتماعِ تلاميذِ المسيحِ، صار هفيفٌ كهبوبِ رياحٍ عاصفةٍ، وملأَ المنزلَ الّذي كانوا فيهِ جالسينَ، وابتدأُوا كلُّهُمْ يَنْطِقُونَ بِأَلْفَاظٍ غريبةٍ، واعتقاداتٍ غريبةٍ، وتعاليمٍ غريبةٍ للثّالوثِ المقدّسِ. (تُعاد)

إنَّ الرّوحَ القدسَ كانَ دائمًا، ويكونُ وسيكونُ، لأَنَّ ليسَ لهُ ابتداءٌ، ولا لهُ بالكلّيّةِ انتهاءٌ، لكنّه لم يزلْ مُنتظمًا مع الآبِ والابنِ، ومعدودًا حياةً مُحييًا نورًا، ومانحًا للضياءِ صالحًا بالطَّبعِ، وللصّلاحِ ينبوعًا الذي بهِ يُعرَفُ الآبُ، ويُمجَّدُ الاِبنُ، ويُفهَمُ من الكُلِّ أَنَّ قوّةً واحدةً ورُتبةً واحدةً وسجدةً واحدةً للثّالوثِ القدّوسِ. (تُعاد)

إنَّ الرُّوحَ القدُسَ نورٌ وحياةٌ وينبوعٌ حيٌّ عقليٌّ، روحُ حكمةٍ روحُ فهمٍ، صالحٌ مستقيمٌ، عقليٌّ رئاسيٌّ مُطَهّرٌ للهفواتِ، إلهٌ ومأَلِّهٌ، نارٌ من نارٍ بارزةٍ، متكلّمٌ فاعلٌ، مُقسّمٌ للمواهبِ، الّذي بهِ الأَنبياءُ كافةً، ورُسُلِ اللهِ معَ الشّهداءِ تكلَّمُوا، سمعةٌ مستغربةٌ، رؤيةٌ غريبةٌ، نارٌ مقسومةٌ لتوزيعِ المواهبِ. (تُعاد)

المجدُ و الآن باللّحنِ السادس

أَيُّهَا المَلِكُ السَّمَاوِيُّ، المُعَزِيّ، رُوحَ الْحَقِّ، الْحَاضِرُ فِي كُلِّ مَكَانٍ وَالمَالِئُ الْكُلَّ، كَنْزَ الصَّالِحَاتِ وَرَازِقَ الْحَيَاةِ، هَلُمَّ وَاسْكُنْ فِينَا وَطَهِّرْنَا مِنْ كُلِّ دَنَسٍ، وَخَلِّصْ أَيُّهَا الصَّالِحُ نُفُوسَنَا.

ويُتَمَّمُ الإيصوذونُ بالمبخرةِ كالمعتادِ، ويرُتّلُ يَا نورًا بهيًّا بتنغيمٍ في الخارجِ.

ثمَّ البروكيمِنُنْ باللّحنِ السّابعِ

أَيُّ إلَهٍ عَظِيمٌ مِثْلُ إلهِنَا، أَنْتَ هُوَ اللهُ، الصَّانِعُ الْعَجَائِبَ وَحْدَكَ.

وتعادُ مع الستيخوناتِ التاليةِ:

ستيخن أ: عَرَّفْتَ فِي الشّعُوبِ قُوَّتَكَ

ستيخن ب: قُلْتُ الآنَ ابتدأْتُ، هَذِهِ تَغييرُ يمينِ العَلِيّ

ستيخن ج: ذَكَرْتُ أَعْمَالَ الرَّبِّ، لِأَنِّي أَتَذَكَّرُ مُنْذُ القَدِيمِ عَجَائِبَكَ

ثمَّ يقول الشمّاسُ:

أَيْضًا وَأَيْضًا بِحَنْيِ الرُّكَبِ إِلَى الرَّبِّ نَطْلُبُ

فيحني الشعبُ ركبَهم، وكذلك الكاهنُ ركبتيهِ في البابِ الملوكيِّ مُتجهًا نحوَ الشعبِ، ويتلو هذه الأَفاشينَ بصوتٍ عظيمٍ.

الإفشينُ الأَوّلُ

أَيُّهَا الرَّبُّ الطَّاهِرُ، الْعَادِمُ الْعَيْبَ، الَّذِي لَا بَدْءَ لَهُ، غَيْرُ المَنْظُورِ، وَغَيْرُ المُدْرَكِ، الَّذِي لَا يُسْتَقْصَى أَثَرُهُ، الَّذِي لَا يَتَغَيَّرُ، الَّذِي لَا يُقَاسُ، غَيْرُ المَحْدُودِ، الْعَادِمُ الشَّرَّ، الْعَادِمُ المَوْتَ وَحْدَهُ، السَّاكِنُ النُّورَ الَّذي لَا يُدْنَى مِنْهُ، الصَّانِعُ السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَكُلَّ مَا خُلِقَ فِيهَا، المَانِحُ الْجَمِيعَ طِلْبَاتِهِمْ قَبْلَ الطَّلَبِ. إِلَيْكَ نَطْلُبُ، وَإِيَّاكَ نَسْأَلُ، أَيُّهَا السَّيِّدُ المُحِبُّ الْبَشَرِ، أَبَا رَبِّنَا وَإِلَهِنَا وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ المَسِيحِ، الَّذِي مِنْ أَجْلِنَا نَحْنُ الْبَشَرَ، وَمِنْ أَجْلِ خَلَاصِنَا، نَزَلَ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَتَجَسَّدَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَمِنْ مَرْيَمَ الْعَذْرَاءِ المَجِيدَةِ وَالِدَةِ الإِلَهِ الدَّائِمَةِ الْبَتُولِيَّةِ. الَّذِي إِذْ عَلَّمَ أَوْلًا بِالْأَقْوَالِ ثمَّ أَبَانَ ذَلِكَ بِالْأَفْعَالِ، لَمَّا كَابَدَ الآلَامَ الخَلَاصِيَّةَ، مَنَحَنَا نَحْنُ عَبِيدَهُ الذَّلِيلِينَ الْخَطَأَةَ غَيْرَ المُسْتَحِقِّينَ، نَمُوذَجًا فِي أَنْ نُقَرِّبَ تَوَسُّلَاتٍ بِحَنْيِ الْأَعْنَاقِ وَالرُّكَبِ، مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا وَجَهَالَاتِ الشَّعْبِ. فَأَنْتَ إِذًا أَيُّهَا الْكَثِيرُ الرَّحْمَةِ المُحِبُّ الْبَشَرِ، اِسْتَجِبْ لَنَا فِي أَيِّ يَوْمٍ نَدْعُوكَ، وَخَاصَّةً فِي هَذا الْيَوْمِ الْخَمْسِينِي، الَّذِي فِيهِ بَعْدَ صُعُودِ رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيحِ إِلَى السَّمَاوَاتِ وَجُلُوسِهِ عَنْ يَمينِكَ، أَيُّهَا الْإلَهُ الآبُ، أَرْسَلَ الرُّوحَ الْقُدُسَ عَلَى تَلَامِيذِهِ الرُّسُلِ الْقِدِّيسِينَ، فَاسْتَقَرَّ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ، وَامْتَلَأُوا جَمِيعًا مِنْ نِعْمَتِهِ الإِلَهِيَّةِ الَّتي لَا تَفْرَغُ، وَتَكَلَّمُوا بِعَظائِمَكَ بِأَلْسُنٍ أُخْرَى، وَتَنَبَّأُوا. فَاسْتَجِبْ لَنَا الْآنَ نَحْنُ المُتَضَرِّعِينَ إِلَيْكَ، وَاذْكُرْنَا نَحْنُ الذَّلِيلِينَ المَدِينِينَ، وَرُدَّ سَبْيَ نُفُوسِنَا، مُسْتَشْفِعًا فِينَا بِفِعْلِ حُنُوِّكَ الْخَاصِّ. اِقْبَلْنَا نَحْنُ الجَّاثِينَ لَكَ وَالْهَاتِفِينَ: خَطِئْنَا. فَإِنَّنَا أُلْقِيْنَا مِنَ الْحَشَا، وَمِن بَطْنِ أُمِّنَا أَنْتَ إلَهُنَا. إِلَّا أَنَّ أَيَّامَنَا قَدْ فَنِيَتْ بِالبَاطِلِ، فَتَعَرَّيْنَا مِنْ مَعُونَتِكَ، وَعَدِمْنَا كُلَّ جَوَابٍ. لَكِنَّنَا، لِثِقَتِنَا بِرَأْفَاتِكَ، نَصْرُخُ إِلَيْكَ: خَطَايَا شَبَابِنَا وَجَهْلِنَا لَا تَذْكُرْ، وَمِنْ خَفَيَّاتِنَا نَقِّنَا. لَا تَرْفُضْنَا فِي زَمَانِ الشَّيْخُوخَةِ. وَعِنْدَ فَنَاءِ قُوَّتِنَا لَا تَتَخَلَّ عَنَّا، وَقَبْلَ أَنْ نَعُودَ إِلَى الْأَرضِ، أَهِّلْنَا لِأَنْ نَرْجَعَ إلَيْكَ. أُنْظُرْ إِلَيْنَا بِإشْفَاقٍ وَإنْعَامٍ، وَقَابِلْ مَآثِمَنَا بِرَأْفَاتِكَ، وَتَغَاضَ عَنْ كَثْرَةِ زَلَّاتِنَا بِلُجَّةِ تَحَنُّنَاتِكَ.

اِطَّلِعْ، يَا رَبُّ، مِنْ عُلُوِّ قُدْسِكَ عَلَى شَعْبِكَ الْوَاقِفِ حَوْلَنَا، وَالْمُنْتَظِرِ رَحْمَتَكَ الْغَنِيَّةَ. اِفْتَقِدْنَا بِخَيْرِيَّتِكَ، وَنَجِّنَا مِنْ حُكُومَةِ الشَّيْطَانِ، وَاحْفَظْ حَيَاتَنَا بِشَرَائِعِكَ المُقَدَّسَةِ الْجَلِيلَةِ. سَلِّمْ شَعْبَكَ إِلَى مَلَاكٍ حَافِظٍ أَمِينٍ. اِجْمَعْنَا كَافَّةً فِي مَلَكُوتِكَ. اِمْنَحِ المُتَوَكِّلِينَ عَلَيْكَ الصَّفْحَ، وَاتْرُكْ لَنَا وَلَهُمْ خَطَايَانَا، وَطَهِّرْنَا بِفِعْلِ رُوحِكَ الْقُدُّوسِ، وَأَزِلْ عَنَّا حِيَلَ الْعَدُوِ.

ويتابعُ الإفشينَ الثانيَ

مُبَارَكٌ أَنْتَ، أَيُّها السَّيِّدُ الضَّابِطُ الْكُلَّ، المُنِيرُ النَّهَارَ بِالنُّورِ الشَّمْسِيّ، وَالمُبْهِجُ اللَّيْلَ بِأَشِعَّةِ الْقَمَرِ. يَا مَنْ أَهَّلْتَنَا أَنْ نَقْطَعَ مَسَافَةَ طُولِ النَّهَارِ، وَأَنْ نَدْنُوَ مِنْ مَبَادِئِ اللَّيْلِ، اِسْتَمِعْ طِلْبَاتِنَا نَحْنُ وَجَمِيعَ شَعْبِكَ، وَاصْفَحْ لَنَا جَمِيعَنَا خَطَايَانَا الطَّوْعِيَّةَ وَالْكُرْهِيَّةَ. وَتَقَبَّلْ ابْتِهَالَاتِنَا المَسَائِيَّةَ، وَأَرْسِلْ كَثْرَةَ رَحْمَتِكَ وَرَأْفَتِكَ عَلَى مِيرَاثِكَ. أَحِطْنَا بِمَلَائِكَتِكَ الْقِدّيسِينَ، وَسَلِّحْنَا بِسَلَاحِ بِرِّكَ، وَسَيِّجْنَا بِحَقِّكَ، وَاحْفَظْنَا بِقُوَّتِكَ مِنْ كُلِّ شِدَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ مُؤَامَرَةِ المُعَانِدِ. اِمْنَحْنَا هَذِهِ الْعَشِيَّةَ الْحَاضِرَةَ مَعَ اللَّيْلَةِ المُقْبِلَةِ، وَكُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِنَا، أَنْ تَكُونَ كَامِلَةً مُقَدَّسَةً سَلَامِيَّةً لَا خَطِيئَةَ فِيهَا، وَلَا شَكَّ وَلَا تَخَيُّل، بِشَفَاعَاتِ الْقِدّيسَةِ وَالِدَةِ الْإلَهِ وَجَميعِ الْقِدِّيسِينَ الَّذِينَ أَرْضَوْكَ مُنْذُ الدَّهْرِ.

فيقولُ الشمّاسُ:

اُعْضُدْ وَخَلِّصْ وَارْحَمْ وَانْهِضْنَا يَا اللهُ وَاحْفَظْنَا بِنِعْمَتِكَ

الخورسُ: يَا ربُّ ارحمْ هنا يقفُ الجميعُ

ويتابعُ الشمّاسُ قائلًا:

بَـعْـدَ ذِكْرِنَا الكُلِّيَّةَ الْقَدَاسَةِ الطَّـاهِرَةَ، الْفَائِقَةَ الْبَرَكَاتِ، المَجِيدَةَ سَيِّدَتَنا وَالِدَةَ الإِلَهِ، الدَّائِمَـــةَ الْبَتُولِيَّــةِ مَرْيَمَ، مَعَ جَمِيعِ الْقِدِّيسِين، فَلْنُوْدِعْ ذَواتِنا، وَبَعْضُنَا بَعْضًا وَكُلَّ حَيَاتِنَا المَسِيحَ الْإِلَهَ.

الخورسُ: لَكَ يَا ربُّ.

ثمَّ يعلنُ الكاهنُ بصوتٍ جهوريٍّ قائلًا:

لِأَنَّ لَكَ أَنْ تَرْحَمَنَا وَتُخَلِّصَنَا أَيُّهَا المَسِيحُ إلَهَنَا، وَإِلَيْكَ نَرْفَعُ المَجْدَ مَعَ أَبِيكَ الَّذِي لَا بَدْءَ لَهُ، وَرُوحِكَ الْكُلِّيِّ قُدْسُهُ الصَّالِحِ وًالمُحْيِي، الْآنَ وَكُلَّ أَوانٍ وَإِلَى دَهْرِ الدَّاهِرِينَ.

الخورسُ: آمِينَ

ثمّ يقولُ الشمّاسُ الطلبةَ الابتهاليّةَ الإلحاحيّةَ (الإكتاني): لِنَقُلْ جَميعُنا من كلِّ نفوسنا ومن كلّ أَذهاننا لنقل: إلخ (صفحة 16) والإعلانُ من الكاهنِ:

لِأَنَّكَ إلَهٌ رَحِيمٌ وَمُحِبٌّ لِلْبَشَرِ، وَإِلَيْكَ نَرْفَعُ الْمَجْدَ أَيُّهَا الْآبُ وَالِابْنُ وَالرُّوحُ القُدُسُ، الْآنَ وَكُلَّ أَوانٍ وَإِلَى دَهْرِ الدَّاهِرِينَ.

الخورسُ: آمِينَ

ثمَّ يقولُ الشمّاسُ:

أَيْضًا وَأَيْضًا بِحَنْيِ الرُّكَبِ إِلَى الرَّبِّ نَطْلُبُ

فيسجدُ الجميعُ، والكاهنُ يتلو الإفشينَ الثالثَ بصوتٍ جهوريٍ:

أَيُّها الرَّبُّ يَسُوعُ المَسِيحُ إلَهَنَا، اَلْمَانِحُ الْبَشَرَ سَلَامَكَ، وَالْوَاهِبُ المُؤْمِنِينَ، وَأَنْتَ بَعْدُ مَعَنَا فِي الْعَالَمِ، مَوْهِبَةَ الرُّوحِ الْكُلِّيِّ قُدْسُهُ مِيراثًا لَا يُنْتَزَعُ. يَا مَنْ أَرْسَلْتَ الْيَوْمَ، بِوَجهٍ أَوْضَحَ، هَذِهِ النِّعْمَةَ لِتَلَامِيذِكَ الرُّسُلِ، وَوَضَعْتَ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَعَلَى شِفَاهِهِمْ أَلْسِنةً نَارِيَّةً، بِهَا قَبِلَ كُلُّ الجِنْسِ الْبَشَرِيِّ مَعْرِفَةَ اللهِ، كُلٌّ بِلُغَتِهِ الخَّاصَّةِ وَبِسِمَاعِ الأُذُنِ، فَاسْتَنَرْنَا بِنُورِ الرُّوحِ، وَانْعَتَقْنَا مِنَ الضَّلَالَةِ كَمَنْ يَنْعَتِقُ مِنَ الظَّلَامِ، وَبِتَوْزيعِ الْأَلْسِنَةِ النَّارِيَّةِ المَحْسُوسَةِ وَفِعْلِهَا الْفَائِقِ الطَّبِيعَةِ، تَتَلْمَذْنَا بِالْإِيمَانِ بِكَ، وَتَكَلَّمْنَا فِي لَاهُوتِكَ، بِأَنَّكَ مَعَ الْآبِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ لَاهُوتٌ وَاحِدٌ، وَقُوَّةٌ وَاحِدَةٌ وَسُلْطَانٌ وَاحِدٌ. فَأَنْتَ إِذًا، يَا ضِيَاءَ الْآبِ، وَالصُّورَةُ الثَّابِتَةُ وَغَيْرُ المُتَبَدِّلَةِ لِجَوْهَرِهِ وطَبِيعَتِهِ، يَا يَنْبُوعَ الخَلَاصِ وَالنِّعْمَةِ، إفْتَحْ شَفَتَيَّ، أَنَا الخَاطِئَ، وَعَلِّمْنِي كَيْفَ يَنْبَغِي، وَمِنْ أَجْلِ مَنْ يَجِبُ أَنْ أُصَلِّيَ؟ لِأَنَّكَ أَنْتَ الْعَالِمُ بِكَثْرَةِ خَطَايَاي، لَكِنَّ تَحَنُّنَكَ يَغْلِبُ كَثَرَتَهَا. فَهَأَنَذَا مَاثِلٌ أَمَامَكَ بِخَوْفٍ طَارِحًا يَأْسَ نَفْسِي فِي لُجَّةِ رَحْمَتِكَ، فَدَبِّرْ حَيَاتِي، يَا مُدَبِّرَ كُلِّ الخَلِيقَةِ بِكَلِمَتِهِ وَقُوَّةِ حِكْمَتِهِ الَّتي لَا تُوصَفُ، وَيَا أَيُّهَا الْمِينَاءُ الْهَادِئُ لِلْمُمْتَحَنِينَ، وَعَرِّفْنِي الطَّرِيقَ الَّتِي أَسْلُكَ فِيهَا، وَامْنَحْ أَفْكَارِي رُوحَ حِكْمَتِكَ، وَاهِبًا لِجَهْلِي رُوحَ فِهْمِكَ. وَظَلِّلْ أَعْمَالِي بِرُوحِ مَخَافَتِكَ، وَرُوحًا مُسْتَقِيمًا جَدِّدْ فِي أَحْشَائِي، وَبِرُوحِ رَئَاسِيٍّ شَدِّدْ ذِهْنِي الزَّالِقِ، لِكَيْ أُؤَهَّلَ فِي كُلِّ يَومٍ لِأَنْ أَعْمَلَ وَصَايَاكَ، مَقُودًا بِرُوحِكَ الصَّالِحِ نَحْوَ المُوَافِقِ، وَأَنَا ذَاكِرٌ حُضُورَكَ المُمُجَّدَ الْفَاحِصَ أَفْعَالَنَا. وَلَا تَتْرُكْنِي أَنْ أَنْخَدِعَ بِمُغْرِيَاتِ هَذَا الْعَالَمِ المُفْسِدَةِ، بَلْ قَوِّني فِي أَنْ أَهْوَى التّمَتُّعَ بِالْكُنُوزِ الْآتِيَّةِ. لِأَنَّكَ أَنْتَ قُلْتَ، أَيُّهَا السَّيِّدُ، إِنَّ كُلَّ مَا يَطْلُبُهُ أَحَدٌ بِاسْمِكَ، يَنَالُهُ بِلَا مَانِعٍ مِنْ قِبَلِ اللهِ الْآبِ، المُسَاوِي لَكَ فِي الْأَزَلِيَّةِ. فَلِأَجْلِ هَذا أَتَضَرَّعُ، أَنَا الخَاطئَ إِلَى صَلَاحِكَ فِي حُلُولِ رُوحِكَ الْقُدُّوسِ، أَنْ تَهِبَنِي كُلَّ مَا طَلَبْتُهُ لِلْخَلَاصِ. نَعَمْ، أَيُّهَا الرَّبُّ المُعْطِي الصَّالِحُ، المَانِحُ كُلَّ إِحْسَانٍ بِغِنىً، لِأَنَّكَ أَنْتَ الْوَاهِبُ لَنَا أَكْثَرَ مِمَّا نَطْلُبُ. أَنْتَ الشَّفُوقُ الرَّحِيمُ، الصَّائِرُ شَرِيكًا لِجَسَدِنَا بِلَا خَطِيئَةٍ، وَالمُتَطَلِّعُ بِإشْفَاقٍ عَلَى الَّذينَ يَحْنُونَ لَكَ رُكَبَهُمْ، صَائِرًا غُفْرانًا لِخَطايَانَا. اِمْنَحَ يَا رَبُّ، شَعْبَكَ رَأْفَاتِكَ، وَاسْتَمِعْ لَنَا مِنْ سَمَاءِ قُدْسِكَ. قَدِّسْهُمْ بِقُوِّةِ خَلَاصِ يَمينِكَ. اُسْتُرْهُمْ بِسِتْرِ جَنَاحَيْك. وَلَا تُعْرِضْ عَنْ أَعْمَالِ يَدَيْكَ. فَإِنَّنَا إِلَيْكَ وَحْدَكَ نُخْطِئُ، لَكِنَّنَا إِيَّاكَ وَحْدَكَ أَيْضًا نَعْبُدُ، وَلَا نَعْرِفُ أَنْ نَسْجُدَ لِإلَهٍ غَرِيبٍ، وَلَا أَنْ نَمُدَّ أَيْدِينَا إِلَى إِلَهٍ آخَرَ سِوَاكَ، أَيُّهَا السَّيِّدُ. فَاتْرُكْ لَنَا زَلَّاتِنا، وَبِقَبُولِكَ ابْتِهَالَاتِنَا جَاثِينَ، مُدَّ يَدَ مَعُونَةٍ لَنَا جَمِيعًا. وَاقْبَلْ صَلَاتَنَا كَافَةً، كَالْبَخُورِ المَقْبُولِ، الصَّاعِدِ أَمَامَ مُلْكِكَ الْفَائِقِ الصَّلَاحِ.

ويتابعُ الإفشينَ الرابعَ

يَا رَبُّ، يَا رَبُّ، يَا مَنْ أَنْقَذَنَا مِنْ كُلِّ سَهْمٍ طَائِرٍ فِي النَّهَارِ، نَجِّنَا أَيْضًا مِنْ كُلِّ عَائِقٍ يَسْرِي فِي الدُّجَى، وَاقْبَلْ رَفْعَ أَيْدِينَا ذَبِيحَةً مَسَائِيَّةً. وَأَهِّلْنَا لِأَنْ نَجُوزَ مَسَافَةَ اللَّيْلِ بِلَا عَيْبٍ، مِنْ غَيْرِ أَن تَنَالَنَا المَسَاوِئُ. وَأَنْقِذْنَا مِنْ كُلِّ اضْطِرَابٍ وَجَزَعٍ يَأْتِينَا مِنْ الشَّيْطَانِ. هَبْ نُفُوسَنَا تَخَشُّعًا، وَأَفْكَارَنَا إهْتِمَامًا، لِلْتَأَمُّلِ بِدَيْنُونَتِكَ الْعَادِلَةِ المَرْهُوبَةِ. سَمِّرْ أَجْسَادَنَا بِمَخَافَتِكَ. وَأَمِتْ أَعْضَاءَنَا الَّتِي عَلَى الْأَرْضِ، لِكَيْ نَسْتَنِيرَ فِي هُدُوءِ النَّوْمِ أَيْضًا، بِتَأَمُّلِ أَحْكْامِكَ. أَبْعِدْ عَنَّا كُلَّ تَخَيُّلٍ رَدِيءٍ، وَشَهْوَةٍ ضَارّةٍ. وَأَنْهِضْنَا فِي وَقْتِ الصَّلَاةِ، ثَابِتِينَ فِي الإِيمَانِ، وَنَاجِحِينَ فِي وَصَايَاكَ.

ثمَّ يقولُ الشمّاسُ:

اُعْضُدْ وَخَلِّصْ وَارْحَمْ وَانْهِضْنَا يَا اللهُ وَاحْفَظْنَا بِنِعْمَتِكَ.

الخورسُ: يَا ربُّ ارحمْ هنا يقفُ الجميعُ ويتابعُ الشمّاسُ قائلًا:

بَعْدَ ذِكْرِنَا الكُلِّيَّةَ الْقَدَاسَةِ الطَّاهِرَةَ، الْفَائِقَةَ الْبَرَكَاتِ، المَجِيدَةَ سَيِّدَتَنا وَالِدَةَ الإِلَهِ، الدَّائِمَةَ الْبَتُولِيَّةِ مَرْيَمَ، مَعَ جَمِيعِ الْقِدِّيسِين، فَلْنُوْدِعْ ذَواتِنا، وَبَعْضُنَا بَعْضًا وَكُلَّ حَيَاتِنَا المَسِيحَ الْإِلَهَ.

الخورسُ: لَكَ يَا ربُّ.

ثمَّ يعلنُ الكاهنُ بصوتٍ جهوريٍّ قائلًا:

بِمَسَرَّةِ وَنِعْمَةِ ابْنِكَ الْوَحِيدِ، الَّذِي أَنْتَ مُبَارَكٌ مَعَهُ، وَمَعَ رُوحِكَ الْكُلِّيِّ قُدْسُهُ الصَّالِحِ وَالمُحْيِي، الْآنَ وَكُلَّ أَوَانٍ وَإِلَى دَهْرِ الَّدَاهِرِينَ.

بعد آمِينَ يقولُ المتقدّمُ درجًا: وأَهلنا يَا ربُّ أَن نحفظَ فِي هذا المساءِ إلخ

وبعدها يهتفُ الشّماسُ:

أَيْضًا وَأَيْضًا بِحَنْيِ الرُّكَبِ إِلَى الرَّبِّ نَطْلُبُ

فيسجدُ الجميع، والكاهنُ يتلو الإفشينَ الخامسَ بصوتٍ جهوريٍّ:

أَيُّهَا المَسِيحُ إِلَهَنَا، الْعَيْنُ الدَّائِمُ جَرَيَانُهَا، المُحْيِيَةُ، المُنِيرَةُ، الْقُوَّةُ الخَالِقَةُ المُسَاوِيَةُ لِلْآبِ فِي الْأَزَلِيَّةِ. يَا مَنْ لِأَجْلِ خَلَاصِ الْبَشَرِ، أَكْمَلَ كُلَّ التَّدْبِيرِ بِنَوْعٍ فَائِقِ الجَّمَالِ، وَقَطَّعَ قُيُودَ المَوْتِ الَّتي لَا تَنْحَلُّ، وَكَسَّرَ أَقْفَالَ الْجَحِيمِ، وَوَطِئَ كَثْرَةَ الْأَرْوَاحِ الخَبِيثَةِ. يَا مَنْ قَدَّمَ ذَاتَهُ عَنَّا ضَحِيَّةً لَا عَيْبَ فِيهَا، إِذْ أَعْطَانَا جَسَدَهُ الطَّاهِرَ، الَّذِي لَمْ يُلامِسْ وَلَمْ يُبَاشِرْ خَطيئَةً، وَمَنَحَنَا بِهَذِهِ الْخِدْمَةِ الْمَرْهُوبَةِ الْفَائِقَةِ الْوَصْفِ حَياةً أَبَدِيَّةً. يَا مَنْ انْحَدَرَ إِلَى الْجَحِيمِ، وَحَطَّمَ الْأَمْخَالَ الدَّهْرِيَّةَ، وَأَظْهَرَ مِصْعَدًا لِلْجَالِسِينَ أَسْفَلُ، وَاصْطَادَ بِطُعْمِ الْحِكمَةِ الْإلَهِيَّةِ التَّنِينَ السُّفْلِيَّ رَأْسَ الشَّرِّ، وَقَيَّدَهُ بِسَلَاسِلِ الْقَتَامِ فِي الْجَحِيمِ، وَالنَّارِ الَّتِي لَا تُطْفَأُ، وَالظُّلْمَةِ الْقُصْوَى، وَضَبَطَهُ ضَبْطًا مُحْكَمًا بِقُوَّتِهِ الْفَائِقَةِ الِاقْتِدَارِ. يَا حِكْمَةَ الْآبِ الْعَظِيمِ الِاسْمِ، يَا مَنْ ظَهَرَ مُعِينًا عَظِيمًا لِلَّذِينَ فِي النَّوائِبِ، وَأَنَارَ الْجَالِسِينَ فِي الظُّلْمَةِ وَظِلالِ المَوْتِ. أَنْتَ، يَا رَبَّ المَجْدِ الدَّائِمِ، الِابْنَ الْحَبِيبَ لِلْآبِ الْعَلِيِّ، النُّورَ الْأَزَلِيَّ مِنْ النُّورِ الْأَزَليِّ، يَا شَمْسَ الْبِرِّ، اِسْتَجِبْ لَنَا نَحْنُ المُتَضَرِّعينَ إِلَيْكَ، وَأَرِحْ نُفُوسَ عَبِيدِكَ السَّابِقِ رُقَادُهُمْ مِنْ آبائِنَا وَإخْوَتِنَا، وَسَائِرِ أَقَارِبِنَا بِالْجَسَدِ، وَجَمِيعِ أَبْنَاءِ الْإِيمَانِ، الَّذِينَ نَصْنَعُ الْآنَ تِذْكَارًا لَهُمْ. لِأَنَّ فِيكَ قُوَّةَ الْجَمِيعِ، وَبِيَدِكَ تَضْبُطُ كُلَّ أَقْطَارِ الْأَرْضِ. أَيُّها السَّيِّدُ الضّابِطُ الْكُلَّ، يَا إِلَهَ الْآبَاءِ وَرَبَّ الرَّحْمَةِ. يَا خَالِقَ كُلِّ جِنْسٍ مَائِتٍ وَغَيْرِ مَائِتٍ، وَكُلِّ طَبِيعَةٍ بَشَرِيَّةٍ ثَابِتَةٍ وَمُنْحَلَّةٍ. يَا مَنْ بِيَدِهِ الْحَيَاةُ وَالمَوْتُ، وَالْعِيشَةُ هَهُنَا، وَالِانْتِقَالُ إِلَى هُنَاكَ، أَيُّهَا المُقَدِّرُ الْأَزْمِنَةَ لِلْأَحْيَاءِ، وَالْمُحَدِّدُ الْأَوْقَاتَ لِلْمَوْتِ، المُحْدِرُ إِلَى الْجَحِيمِ والمُصْعِدُ مِنْهُ، الرَّابِطُ بِالضَّعْفِ وَالْحَالُّ بِالْقُوَّةِ، السَّائِسُ الْحَاضِرَاتِ كَمَا يَنْبَغِي، وَالْمُدَبِّرُ الْآتِيَاتِ كَمَا يَلِيقُ، المُحْيِي بِآمَالِ الْقِيَامَةِ، الْمَجْرُوحِينَ بِسَهْمِ المَوْتِ. أَنْتَ، يَا سَيِّدَ الْكُلِّ، يَا إلَهَنَا وَمُخَلِّصَنَا، يَا رَجَاءَ جَمِيعِ أَقَاصِي الْأَرْضِ، وَالَّذِينَ فِي الْبَحْرِ بَعِيدًا. يَا مَنْ فِي هَذَا الْيَوْمِ الْأَخِيرِ الْخَلَاصِي، يَوْمِ الْعِيدِ الْخَمْسِينِيّ، أَوْضَحَ لَنَا سِرَّ الثَّالُوثِ الْقُدُّوسِ المُتَسَاوِي فِي الْجَوْهَرِ وَالْأَزَلِيَّةِ، الَّذِي لَا يَنقَسِمُ وَلَا يَخْتَلِطُ، وَسَكَبَ عَلَى رُسُلِهِ الْقِدِّيسِينَ رُوحَهُ الْقُدُّوسَ المُحْيِي، بِحُلُولِهِ وَحُضُورِهِ بِشَكْلِ أَلْسِنَةٍ نَارِيَّةٍ، وَأَقَامَهُمْ مُبَشِّرِينَ بِإِيمَانِنَا الْحَسَنِ الْعِبَادَةِ، وَجَعَلَهُمْ مُعْتَرِفِينَ وَكَارِزِينَ بِاللَّاهُوتِ الْحَقِيقِيِّ. يَا مَنْ أَهَّلْنَا لِأَنْ يَقْبَلَ مِنَّا، فِي هَذا الْعِيدِ الْخَلَاصِيِّ، تَوَسُّلَاتٍ اسْتِغْفَارِيَّةٍ مِنْ أَجْلِ المَضْبُوطِينَ فِي الْجَحِيمِ. وَمَنَحَنَا آمَالًا عَظِيمَةً، فِي أَنْ يُرْسِلَ إِلَى الْمَضْبُوطِينَ فِيهِ، رَاحَةً مِنَ الْمُحْزِنَاتِ الْمُسْتَوْلِيَةِ عَلَيْهِمْ، وَتَعْزِيَةً مِنْ لَدُنِهِ. اِسْتَجِبْ لَنَا نَحْنُ الذَّلِيلِينَ الْمُتَوَسِّلِينَ وَالْمُتَضَرِّعِينَ إِلَيْكَ. وَأَرِحْ نُفُوسَ عَبِيدِكَ السَّابِقِ رُقَادُهُمْ، وَأَسْكِنْهَا فِي مَكَانٍ نَيِّرٍ، فِي مَوْضِعِ خُضْرَةٍ، فِي مَقَرِّ رَاحَةٍ، حَيْثُ يُنْتَفَى كُلُّ وَجَعٍ وَحُزْنٍ وَتَنَهُّدٍ. وَرَتِّبْ أَرْوَاحَهُمْ فِي مَظالِّ الصِّدِّيقِينَ، وَأَهِّلْهُمْ لِلسَّلَامِ وَالرَّاحَةِ. لِأَنَّ الْأَمْوَاتَ لَا يُسَبِّحُونَكَ، يَا رَبُّ، وَلَا الَّذِينَ فِي الْجَحِيمِ يَتَجَاسَرُونَ أَنْ يُقَدِّمُوا اعْتِرَافًا. لَكِنْ نَحْنُ الْأَحْيَاءَ نُبَارِكُكَ، وَنَتَضَرَّعُ إِلَيْكَ، وَنُقَدِّمُ لَكَ الصَّلَوَاتِ الِاسْتِغْفَارِيَّةَ، وَالْذَبَائِحَ مِنْ أَجْلِ نُفُوسِهِمْ.

ويتابعُ الإفشينَ السادسَ

أَيُّهَا الْإلَهُ الْعَظِيمُ، الْأَبَدِيُّ الْقُدُّوسُ المُحِبُّ الْبَشَرِ، يَا مَنْ أَهَّلَنَا لِأَنْ نَقِفَ فِي هَذِهِ السّاعَةِ أَيْضًا أَمَامَ مَجْدِهِ، الَّذي لَا يُدْنَى مِنْهُ، لِتَسْبِيحِ وَتَمْجِيدِ عَجَائِبِهِ، اِغْفِرْ لَنَا نَحْنُ عَبِيدَكَ غَيْرَ الْمُسْتَحِقِّينَ. وَامْنَحْنَا نِعْمَةً لِنُقَدِّمَ لَكَ، بِقَلْبٍ مُنْسَحِقٍّ، الْتَمْجِيدَ الْمُثَلَّثَ التَّقْدِيسِ، وَالشُّكْرَ عَلَى هِبَاتِكَ الْعَظيمَةِ، الَّتي صَنَعْتَهَا وَتَصْنَعُها مَعَنَا كُلَّ حِينٍ. اُذكُرْ يَا رَبُّ ضَعْفَنَا، وَلَا تُهْلِكْنَا بِآثامِنَا. لَكِنِ اِصْنَعْ مَعَ ذِلِّنَا رَحْمَةً عَظِيمَةً، لِكَيْ نَنْجُوَ مِنْ ظُلْمَةِ الْخَطِيئَةِ، وَنَمْشِيَ فِي نَهَارِ الْبِرِّ، وَنَلْبَسَ أَسْلِحَةَ النُّورِ، وَنَكُونَ مَصَونِينَ مِنْ كُلِّ رَزَايَا الشِّرِّيرِ، وَنُمَجِّدَكَ بِدَالَةٍ عَلَى كُلِّ شَيءٍ، أَيُّهَا الْإلَهُ الْحَقيقِيُّ الْمُحِبُّ الْبَشَرِ وَحْدَكَ. لِأَنَّهُ بِيَدِكَ بِالْحَقِيقَةِ، أَيُّهَا الْخَالِقُ وَسَيِّدَ الْكُلِّ، ذَاكَ السِّرُّ الْعَظيمُ، أَعْنِي حَلَّ مَخْلُوقَاتِكَ الْوَقْتِيَّ، وَإعَادَتَهَا فِيمَا بَعْدُ وَإرَاحَتَهَا إِلَى الْأَبَدِ. لَكَ نَعْتَرِفُ بِالْمِنَّةِ عَلَى كُلِّ شَيءٍ، عَلَى دُخُولِنَا هَذَا الْعَالَمِ، وَعَلَى خُرُوجِنَا مِنْهُ، الْخُرُوجِ الْمُرْتَبِطِ بِرَجَائِنَا بِالْقِيَامَةِ، وَالْحَيَاةِ النَّقِيَّةِ حَسَبَ وَعْدِكَ الصَّادِقِ، وَالَّتي نَسْأَلُ أَنْ نَتَمَتَّعَ بِهَا فِي حُضُورِكَ الثَّانِي الْآتِي. لِأَنَّكَ أَنْتَ رَئِيسُ قِيَامَتِنَا، وَالْقَاضِي الْعَادِلُ الْشَفُوقُ عَلَى أَعْمَالِنَا، وَسَيِّدُ الْمُجَازَاةِ وَرَبُّهَا. الْمُشَارِكُ لَنَا فِي التَّقَرُّبِ فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ عَنْ إفْرَاطِ تَنَازِلٍ، وَالْمُتَّخِذُ عَوَاطِفَ رَأْفَاتٍ، بمُخَامَرَتِكَ طَوْعًا أَهْوَاءَنا غَيْرَ الْمَعِيبَةِ، وَالصَّائِرُ لَنَا نَحْنُ الْمُمْتَحَنِينَ مُعِينًا مِنْ تِلْقَاءِ ذَاتِكَ، بِمَا كَابَدْتَ أَنْتَ مِنَ الْمِحَنِ، وَلِذَا فَإِنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ بِنَا إِلَى عَدَمِ الْأَهْوَاءِ عَلَى مِثَالِكَ. فَتَقَبَّلْ إِذًا، أَيُّهَا السَّيِّدُ، تَوَسُّلَاتِنَا وَتَضَرُّعَاتِنَا، وَأَرِحْ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ آبَائِنَا، وَأُمَّهَاتِنَا وَإخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا وَأَوْلَادِنَا، وَكُلَّ مَنْ هُوَ مِنْ جِنْسِنَا، وَجَمِيعَ النُّفُوسِ الَّتِي رَقَدَتْ عَلَى رَجَاءِ قِيَامَةِ الْحَيَاةِ الْأَبَدِيَّةِ. وَرَتِّبْ أَرْوَاحَهُمْ وَأَسْمَاءَهُمْ فِي سِفْرِ الْحَيَاةِ، فِي أَحْضَانِ إِبْرَاهِيمَ وَاسْحَقَ وَيَعْقُوبَ، فِي بَلْدَةِ الْأَحْيَاءِ، فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ، فِي فِرْدَوْسِ النَّعِيمِ، وَادْخِلْهُمْ جَمِيعًا بِمَلائِكَتِكَ النُّورَانِيِّينَ مَسَاكِنَكَ المُقَدَّسَةَ. وَأَقِمْ أَجْسَادَنَا فِي الْيَوْمِ الَّذِي حَدَّدْتَهُ، حَسَبَ مَوَاعِيدِكَ المُقَدَّسةِ غَيْرِ الْكَاذِبَةِ. فَإِنَّ عَبِيدَكَ لَا يَعْرِفُونَ المَوْتَ، أَيُّهَا الرَّبُّ، إذْ نَنْزَحُ نَحْنُ عَنِ الْجَسَدِ، وَنَفِدُ إِلَيْكَ أَيُّهَا الْإلَهُ. وَمَا هَذَا إِلَّا انْتِقَالٌ مِنَ الْمُحْزِنَاتِ إِلَى الصَّالِحَاتِ وَالْمُبْهِجَاتِ، وَرَاحَةٌ وَفَرَحٌ. وَإِنْ كُنَّا قَدْ خَطِئْنَا إِلَيْكَ فِي شَيءٍ، فَكُنْ مُتَعَطِّفًا عَلَيْنَا وَعَلَيْهِمْ، لِأَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ بَريئًا مِنَ الدَّنَسِ أَمَامَكَ، وَلَوْ كَانَتْ حَيَاتُهُ يَوْمًا وَاحِدًا، إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ، يَا يَسُوعُ المَسِيحُ رَبَّنا الَّذِي ظَهْرْتَ عَلَى الْأَرْضِ بِلَا خَطِيئَةٍ. وَبِكَ نَرْجُو جَمِيعًا أَنْ نَنَالَ الرَّحْمَةَ وتَرْكَ الْخَطَايَا. لِأَجْلِ هَذَا، بِمَا أَنَّكَ إلَهٌ صَالِحٌ وَمُحِبٌّ لِلْبَشَرِ، اِصْفَحْ وَاعْفُ، وَاتْرُكْ لَنَا وَلَهُمْ سَقْطَاتِنَا الطَّوْعِيَّةَ وَالْكُرْهِيَّةَ، الَّتِي عَنْ مَعْرِفَةٍ وَالَّتِي عَنْ جَهْلٍ، الظَّاهِرَةَ وَالْخَفِيَّةَ، الَّتِي بِالْفِعْلِ، وَالَّتِي بِالْفِكْرِ، وَالَّتِي بِالْقَوْلِ، وَالَّتِي بِكُلِّ تَصَرُّفَاتِنَا وَحَرَكَاتِنَا. وَامْنَحْ الَّذِينَ سَبَقَ انْتِقَالُهُمْ الْعُتْقَ وَالرَّاحَةَ، أَمَّا نَحْنُ الْبَاقِينَ فَبَارِكْنَا جَمِيعًا، وَاعْطِنا وَكُلَّ شَعْبِكَ آخِرَةً صَالِحَةً سَلَامِيَّةً. وَامْنَحْنَا عَوَاطِفَ رَحْمَةٍ وَتَحَنُّنٍ، فِي حِينِ حُضُورِكَ المُخِيفِ المَرْهُوبِ. وَاجْعَلْنَا أَهْلًا لِمَلَكُوتِكَ.

ويتابعُ الإفشينَ السابعَ

أَيُّهَا الْإلَهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، الْخَالِدُ وَحْدَهُ، السَّاكِنُ النُّورَ الَّذِي لَا يُدْنَى مِنْهُ، يَا مَنْ خَلَقَ الْبَرَايَا كُلَّهَا بِحِكْمَةٍ، وَفَصَلَ فِيمَا بَيْنِ النُّورِ وَالظَّلَامِ، وَوَضَعَ الشَّمْسَ لِسُلْطَانِ النَّهَارِ، وَالْقَمَرَ وَالْكَوَاكِبَ لِسُلْطَانِ اللَّيْلِ. يَا مَنْ أَهَّلَنَا نَحْنُ الْخَطَأَةَ، لِأَنْ نُدْرِكَ وَجْهَهُ فِي هَذَا الْيَوْمِ الْحَاضِرِ أَيْضًا بِالِاعْتِرَافِ، وَنُقَدِّمَ لَهُ الْعِبَادَةَ الْمَسَائِيَّةَ. أَنتَ أَيُّهَا الرَّبُّ الْمُحِبُّ الْبَشَرِ، قَوِّمْ صَلَاتَنَا مِثْلَ الْبَخُورِ أَمامَكَ، وَاقْبَلْهَا رَائِحَةَ طِيبٍ زَكِيٍّ. هَبْنَا هَذَا الْمَسَاءَ الْحَاضِرَ، وَاللَّيْلَ الْمُقْبِلَ سَلَامِيَّيْنِ. سَرْبِلْنَا بِأَسْلِحَةِ النُّورِ. أَنْقِذْنَا مِنْ الْخَوْفِ اللَّيْلِيِّ، وَمِنْ كُلِّ أَمْرٍ يَسْرِي فِي الظُّلْمَةِ. وَاعْطِنَا النَّومَ، الَّذِي مَنَحْتَنَا إِيَّاهُ لِرَاحَةِ ضَعْفِنَا، خَالِيًا مِنْ كُلِّ تَخَيُّلٍ شَيْطَانِيٍّ. نَعَمْ، يَا سَيِّدَ الْكُلِّ وَرَازِقَ الصَّالِحَاتِ، حَتَّى إِذَا مَا كُنَّا مُتَخَشِّعِينَ فِي مَضَاجِعِنَا، نَذْكُرُ فِي اللَّيْلِ اسْمَكَ الْكُلِّيَّ قُدْسُهُ. وَإِذْ نَكُونُ مُسْتَنِيرِينَ بِدَرْسِ وَصَايَاك، نَنْهَضُ بِنَفْسٍ مُبْتَهِجَةٍ إِلَى تَمْجِيدِ صَلَاحِكَ، وَنُقَدِّمُ إِلَى حُنُوِّكَ طِلْبَاتٍ وَتَوَسُّلَاتٍ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا، وَمِنْ أَجْلِ كُلِّ شَعْبِكَ. فَبِشَفَاعَاتِ الْقِدِّيسَةِ وَالِدَةِ الْإِلَهِ افْتَقِدْنَا بِالرَّحْمَةِ.

ثمَّ يقولُ الشمّاسُ:

أُعْضُدْ وَخَلِّصْ وَارْحَمْ وَانْهِضْنَا يَا اللهُ وَاحْفَظْنَا بِنِعْمَتِكَ

الخورسُ: يَا رَبُّ ارْحَمْ

هنا يقفُ الجميعُ، ويتابعُ الشمّاسُ قائلًا:

بَعْدَ ذِكْرِنَا الْكُلِّيَّةَ الْقَدَاسَةِ الطَّاهِرَةَ، الْفَائِقَةَ الْبَرَكَاتِ، المَجِيدَةَ سَيِّدَتَنا وَالِدَةَ الإِلَهِ، الدَّائِمَةَ الْبَتُولِيَّةِ مَرْيَمَ، مَعَ جَمِيعِ الْقِدِّيسِين، فَلْنُوْدِعْ ذَواتِنا، وَبَعْضُنَا بَعْضًا وَكُلَّ حَيَاتِنَا المَسِيحَ الْإِلَهَ.

الخورسُ: لَكَ يَا ربُّ.

ثمَّ يعلنُ الكاهنُ بصوتٍ جهوريٍّ قائلًا:

لِأَنَّكَ أَنْتَ رَاحَةُ نُفُوسِنَا وَأَجْسَادِنَا، وَإِلَيْكَ نَرْفَعُ الْمَجْدَ أَيُّهَا الْآبُ وَالِابْنُ وَالرُّوحُ الْقُدُس، الْآنَ وَكُلِّ أَوَانٍ وَإِلَى دَهْرِ الدَّاهِرِينَ.

الخورسُ: آمِينَ

ثمَّ يقولُ الشمّاسُ الطلباتِ التكميليّةَ المسائيّةَ لنكمّلْ طِلباتِنا المسائيةَ للربِّ، (صفحة 17)

وهكذا بقيّةُ خدمةِ صلاةِ الغروبِ كالمعتادِ.

أَمّا حلُّ الصلاةِ، فيَختمُ الكاهنُ هكذا:

المجدُ لكَ أَيُّهَا المَسِيحُ الإلهُ، يَا رَجَاءَنا، المجدُ لكَ

القارئُ: المجد و الآن ثمَّ يَا رَبُّ ارْحَمْ (ثلاثاً)

ثمَّ بِاسْمِ الرَّبِّ بَارِكْ أَيُّهَا الْأَبُ الْقِدِّيسُ

ثمَّ يحُلُّ الكاهنُ الصلاةَ وهو واقفٌ باتجاهِ الشعبِ من البابِ الملوكيِّ

يَا مَنْ أَخْلَى ذَاتَهُ مِنْ الْأَحْضَانِ الْأَبَوِيَّةِ الْإلَهِيَّةِ، وَانْحَدَرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ، وَاتَّخَذَ طَبِيعَتَنَا بِكَامِلِهَا وَأَلَّهَهَا، ثُمَّ عَادَ فَصَعِدَ إِلَى السَّمَواتِ، وَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ اللهِ الْآبِ، وَأَرْسَلَ الرُّوحَ الْقُدُسَ الْإلَهِيَّ الْأَزَلِيَّ، المُسَاوِيَ لَهُ وَلِأَبِيهِ فِي الْجَوْهَرِ وَالْقُدْرَةِ وَالْمَجْدِ، إِلَى تَلَامِيذِهِ الرُّسُلِ الْقِدِّيسِينَ، وَأَنَارَهُمْ بِهِ، وَبِهِمْ أَنَارَ المَسْكُونَةَ كُلَّهَا، أَيُّهَا المَسِيحُ إِلَهَنَا الْحَقِيقِيَّ، بِشَفَاعَاتِ أُمِّكَ الْقِدِّيسَةِ الْكُلِّيِّةِ الطَّهَارَةِ الْبَرِيئَةِ مِنْ كُلِّ عَيْبٍ، وَالْقِدِّيسِينَ المُشَرَّفِينَ الرُّسُلِ الْجَدِيرِينَ بِكُلِّ مَدِيحٍ، الْكَارِزِينَ بِاللهِ، وَالْحَامِلِينَ الرُّوحَ، وَجَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ، ارْحَمْنَا وَخَلِّصْنَا، بِمَا أَنَّكَ صَالِحٌ وَمُحِبٌ لِلْبَشَرِ.

ثمَّ يلتفتُ نحو الشرقِ ويقولُ:

بِصَلَواتِ آبائِنا الْقِدِّيسِينَ، أَيُّها الرَّبُّ يَسُوعُ المَسيحُ إلَهَنَا، ارْحَمْنا وَخَلِّصْنا.

الخورسُ: آمِينَ

كِتابُ خِدمَةِ الكاهِن - ”القنداق الشريف“

صلاة السجدة