كِتابُ  خِدمَةِ  الكاهِن

كِتابُ  خِدمَةِ  الكاهِن - ”القنداق الشريف“

(البْرُوجْيازْميني)ترتيباتٌ وإيضاحاتٌعمَّا يتعلّقُ بخدمةِ القُدُساتِ السّابقِ تقديسُهاإِنَّ هذهِ الخدمةَ سُمّيت هكذا لأَنَّ القرابينَ الّتي تُقَدَّم فيها لا تَقْبَلُ استحالةً، وإنَّما يتمُّ عليها تَذكارُ خدمةِ القدّاسِ لتقديسِ المؤمنِ. فالكاهنُ يُقدّمُ القرابينَ فيها مقدَّسةً مُستحالةً منْ قبلُ في خدمةِ قدّاسٍ سابقٍ، ومؤلَفةً من جسدِ المسيحِ ودمهِ الكريمينِ ومحفوظةً في بيتِ القربانِ المقدّسِ ضِمْنَ العلبةِ إِلى يومِ تقديمِها فيُخرجُها الكاهنُ على ما يأتي ذكرُهُ.إنَّ خدمةَ القدُساتِ السّابقِ تقديسُها هذه، بحسبِ القانون 52 للمجمعِ المسّكونيِّ في ترولو: "تُقامُ في كلِّ أَيامِ الصّومِ الأَربعينيِّ، ما عدا السّبوتَ والآحادَ ويومَ عيدِ البشارةِ المقدّسِ". وبحسبِ العادةِ المتبعةِ منذُ دهورِ تُقامُ إلزاميًّا كلَّ أَربعاءَ وجمعةٍ منَ الأَسابيعِ السّتةِ للصّومِ الأَربعينيِّ المقدّسِ، {ويُسمّيانِ يوميِ الحزنِ، لأَنَّ في يومِ الأربعاءِ عُقدَ فيه مجمعُ اليهودِ للقبضِ على المسيحِ، أَمّا يومَ الجمعةِ فلصلْبِهِ. فَلا يُقرأُ فيهما فصلٌ رسائليّ ولا إنجيليّ بل عوضًا عنهما يقولُ الكاهنُ نحو الشّعبِ: حكمةٌ فلْنَستَقِمْ نورُ المـَسيحِ يُضيءُ للجميع، يعني أَنّ الحمَلَ مذبوحٌ وهو النّورُ الحقيقيُّ فيضيءُ للجميع}. وتُقامُ أَيضًا يومَ الخميسِ من الأَسبوعِ الخامسِ للصّومِ الذي يُرتّلُ فيه القانونُ الكبير، وكذلكَ في الأَيامِ الثّلاثةِ الأُولى من الأُسبوعِ العظيمِ المقدّسِ. وفي عيدِ القدّيسِ خرالمبوسَ (10 شباطَ)، ويومَ تَذكارِ الوُجودِ الأَوّلِ والثّاني لهامةِ السّابقِ الكريمِ يوحنّا المعمدانِ (24 شباطَ)، وفي عيدِ الأَربعينَ شهيدًا (9 آذار)، وكذلكَ إذا صادفَ عيدٌ مميزٌ خلالَ الأُسبوعِ من الصّومِ الأَربعينيّ المقدّسِ من يومِ الإثنينِ ليومِ الجمعةِ. إِنْ اتّفقَ أَن يقعَ عيدُ دخولِ السّيّدِ إِلى الهيكلِ في أَثناء الصّومِ الكبيرِ (وذلك نادرٌ) فتُقامُ خدمةُ قدّاسِ يوحنّا الذّهبيِّ الفمِ. أَمّا إِنْ اتّفقً أَنْ يقعَ عيدُ البشّارةِ ففي أَي يومٍ وقعَ ما عدا يوميّ الجمعةِ والسّبتِ العظيمينِ فتُقامُ فيه خدمةُ قدّاسِ يوحنّا الذهبيِّ الفمِ.خدمةُ القدُساتِ السّابقِ تقديسُها تُقامُ دائمًا معَ خدمةِ صلاةِ الغروبِ بعدَ السّاعةِ التّاسعةِ، وخدمة التيبيكا. وهذه الخدمةُ عادةً يخدمُها الكاهنُ وحدَهُ بدونِ شماسٍ على أَنهُ في أَيامِ الأَعيادِ الممتازةِ وكذلكَ في الثّلاثةِ الأَيامِ الأُولى من الأُسبوعِ العظيمِ يشتركُ الشّمّاسُ في الخدمةِ مع الكاهنِ. ويُتلى في&nbsp; أَيامِ الأَعيادِ فصلٌ رسائليٌّ وفصلٌ إِنجيليٌّ وأَمَّا في&nbsp; الثّلاثةِ الأَيّامِ الأُولى من الأُسبوعِ العظيمِ فيُتلى فقطِ الفصلُ الإنجيليُّ.في هذهِ الخدمةِ يلبسُ الخادمونَ حللًّا حداديّةً داكنةَ اللّونِ، ورئيسُ الكهنةِ لا يقفُ في&nbsp; العرشِ بل في&nbsp; الكرسيِ الّذي بجانبِهِ بدونَ مَنْدِيَا (عباءة) وعكّازٍ.ويمكنُ أَن يقيمَ هذه الخدمةَ رئيسُ كهنةٍ، فبعدَ الطلباتِ السّلاميّةِ يصلّي في نفسِهِ سرًّا، ثمَّ يدخلُ الهيكلَ ويلبسُ حلّةً كهنوتيّةً لا كثيرةَ البهجةِ والأَبهةِ. ولا يلبسُ تاجًا ولا الأُموفوريون الكبيرَ، بل يخدمُ بالصغيرِ فقط.ويسمحُ في هذهِ الخدمةِ عندَ الحاجةِ بالسّيامةِ لدرجةِ الشّموسيّةِ فقط على يدِ رئيسِ كهنةٍ لا محالةَ، وذلك بعدَ الإيصّوذُون الكبيرِ. وكذلك يُسمحُ أَنْ يُسامَ إيبوذياكونوس على يدِ رئيسَ كهنةٍ في هذهِ الخدمةِ بعدَ الفراغِ من التيبيكاتِ وقبلَ الشُّروعِ في صلاةِ المساءِ (الغروب)، وإنما يلبسُ رئيسُ الكهنةِ في السّيامةِ البطرشيلَ والأُموفوريونَ الصغيرَ فقط.

الأرشمنـدريت

د. ملاتيوس بصل

كِتابُ خِدمَةِ الكاهِن - ”القنداق الشريف“

ترتيبات وايضاحات عما يعلق بخدمة القدسات السابق تقديسيها