كِتابُ  خِدمَةِ  الكاهِن

كِتابُ  خِدمَةِ  الكاهِن - ”القنداق الشريف“

تدريبٌفي كيفيّةِ تحضيرِ الخبزِ المقدَّسِ(يومَ الخميسِ العظيمِ)الّذي يُحفظُ على مدارِ السّنة ِذَخيرةً&nbsp;لمناولةِ المرضى المؤمنينَ في أَوقاتِ الضّرورةِ متى رغبَ الكاهنُ أَن يحفظَ ذخيرةً من الأَسرارِ المقدّسةِ (المقدّسات) لمناولةِ المؤمنينَ عندَ الضّرورة، ففي يومِ الخميسِ العظيمِ الذي تُقامُ فيه خدمةُ قدّاسِ باسيليوسَ الكبيرِ، (جرت العادةُ أو في يومٍ آخرَ من السنةِ إن مسَّتِ الحاجةُ)، يأخذُ في حينِ تهيئةِ الذّبيحةِ (بروسكوميذي) حمَلًا ثانيًّا من قربانةٍ (خبزة) ثانيةٍ، ويتمّمُ عليه الترتيبَ عَيْنَهُ الّذي يتمّمُهُ في الصّومِ الكبيرِ المهيّأِ لخدمةِ القدُساتِ السّابقِ تقديسُها.&nbsp;ففي القدّاسِ أَثناءِ التّقديسِ، يختمُ الحمَلَينِ كالعادةِ، قائلًا واصنعْ أَما هذا الخبز.. إلخ بصيغةِ المفردِ وليسَ بالجمعِ، وعندَ المـُقدّساتُ للقدّيسينَ يرفعُهُما معًا ثمّ يُجزئُ الحمَلَ المعدَّ لذلكَ النّهارِ، ويضعُ جزءَ ΙΣ في الكأسِ المقدّسةِ، ويسكبُ الماءَ الحارَّ (الزاون). ثمّ يمسكُ المعلقةَ المقدّسةَ بيمينِهِ ويغمسُها في الدَّمِ المقدّسِ وبيسارِه يأخذُ الخبزَ المقدّسَ (الحمَل) الثّاني قائلًا:&nbsp;أَيّها المسيحُ السيّدُ، إنَّ ذبيحةَ الأَصنامِ قد بطَلَتْ بالدّمِ الإلهيِّ الجاري من جنبِكَ الطاهرِ المُحيي. والأَرضُ كلُّها تُقدِّمُ لكَ ذبيحةَ التسبيحِ كلّ حينٍ.&nbsp;ويسكبُ عليهِ بالمعلقةِ الدّمَ الكريمَ على شكلِ صليبٍ حيث شطَرَ الخبزَ صليبًا. ثمّ يضعُه في علبةِ القربانِ مقلوبًا على الموسى قائلًا:&nbsp;اِتحادُ وكمالُ جسدِ ودمِ ربِّنا ومخلّصنا يسوعَ المسيحِ المقدّسَيْن، آمين.وبعدَ نهايةِ خدمةِ القدّاسِ، وانصرافِ الشعبِ من الكنيسةِ، يفتحُ الأَنديمنسي على المائدةِ المقدّسةِ، قبلَ أن يخلعَ حلّتَهُ الكهنوتيّةَ (وإن خلعَها فيلبسُ بطرشيلًا) ثمّ يأخذُ الخبزَ المقدّسَ (الحمَل) من علبةِ القربانِ، ويضعُهُ على الصّينيّةِ المقدّسةِ. ثمَّ يبخّرُ حولَ المائدةِ المقدّسةِ ويسجدُ أَمامَها بورعٍ. ثمّ يجزئُ الحمَلَ المقدّسَ بالحربةِ المقدّسةِ أَجزاءً صغيرةً بورعٍ وخشيّةٍ.&nbsp;بعدَ ذلك، يضعُ عن يمينِ المائدةِ المقدّسةِ طاولةً صغيرةً. ويضعُ فوقَها بلاطةً من حجرٍ أَو لُبنةً مستويةً وفوقَها وعاءً نظيفًا من فخّارٍ أَو نحاسٍ أَو حديدٍ كانونًا كان أَو منقلًا أَو ما أَشبهّما فيه نارٌ هامدةٌ بعدَ اشتعالِ فحمِها جيّدًا (ممكنٌ استعمالُ أَيةِ أَداةٍ للحرارةِ أُخرى)، فيأخذُ الصّينيّةَ المقدّسةَ الّتي يجبُ أَن لا تكونَ من مادةٍ تذوبُ كالقصديرِ أَو تحترقُ. (ممكنُ استعمالُ صينيّةٍ خاصةٍ) ويضعُها فوقَ النّارِ الهادئةِ، ويقلّبُ الأَجزاءَ المقدّسةَ بالحربةِ المقدّسةِ حتّى تنشفَ، دونَ أَن تحترقَ. وكلّما اشتدتْ حماوةُ الصّينيّةِ أَنزلَها ووضعُها على الأنديمنسي أَو على إحدى الأَغطيةِ منتبهًا أَن لا يُحرقَ منها شيءٌ. ومتى بردتِ الأَجزاءُ وضعَ الصّينيّةَ مرّةً ثانيّةً على النّارِ الهادئةِ. ويكرّرُ ذلكَ إلى أَن تنشفَ الأَجزاءُ جيّدًا وتيبسُ. ثمَّ يفردُها على الصّينيّةِ إلى أَن تبردَ. ثمَّ يضعُها في علبةِ القربانِ ويحفظُها في خزانةِ بيتِ القربان. ثمَّ يسجدُ ويطوي الأَنديمينسي. ويخلعُ بدلتَهُ وينصرفُ.

الأرشمنـدريت

د. ملاتيوس بصل

كِتابُ خِدمَةِ الكاهِن - ”القنداق الشريف“

القربان يوم الخميس العظيم